تطور التعليم عن بعد
بدأ التعليم عن بعد منذ بداية الأربعينيات تقريباً ومر بتطورات كبيرة فتمثل
الشكل الأول للتعليم عن بعد في التعليم بالمراسلة حيث استخدمت الخدمة البريدية في
نقل المواد المطبوعة أو المكتوبة من المعلم إلى المتعلم ثم استخدم الراديو في
التعليم عن بعد ثم تطور الوضع باستخدام الأشرطة السمعية من خلال أجهزة الراديو
كاسيت وكان التركيز على الجانب السمعي وبظهور التلفزيون تم استخدام القنوات
التلفزيونية التعليمية التي تبث دروساً تعليمية وفي الستينيات ظهرت شبكات
التلفزيون المغلقة وتم استخدامها في نقل المحاضرات.
وفي الثمانينات من القرن الماضي تم استخدام الفيديو كاسيت وتم الاهتمام
ببرامج التعليم عن بعد الصوتية والمرئية. ثم تطور ذلك إلى استخدام مؤتمرات الفيديو
للإرسال المحاضرات دون التقيد بأماكن محددة باستخدام الأقمار الصناعية ووصلات
الميكروويف، وتم التغلب على عيوب هذه الطريقة باستخدام الفيديو ثنائي الاتجاه الذي
يوفر عملية التفاعل بين المحاضر والطالب في اتجاهين وليس اتجاه واحد.
وتدل دراسة التعليم عن بعد والتغيرات والتطور المتلاحق فيه منذ منتصف القرن
التاسع عشر على أن توظيف المادة المطبوعة والراديو والتلفزيون والتليفون والأقمار
الصناعية وأجهزة الفيديو وأجهزة التسجيل المسموع وغيرها كان توظيفاً تدريجياً إلا
أن كل ذلك قد توج بظهور معاهد تعليمية مستقلة للتعليم عن بعد في شتى المراحل
التعليمية في بعض الدول وقد بلغ عددها في الثمانينات ما يقرب من 25 جامعة ومعهد
ومركز دراسي لهذا النوع من التعليم. ومن أشهر جامعات هذا النوع من التعليم الجامعة
المفتوحة البريطانية في ملتون كينز والتي أنشئت عام 1969م وبدأت الدراسة فيها عام
1971م.
وعند الحديث عن جذور التعليم عن بعد لابد من ربط بين صوره المتعددة والتي
يمكن القول أنها صور أولية، وبين أماكن نشأتها في بعض دول العالم:
-
في انجلترا ظهرت أول أشكال التعليم عن بعد أو التعليم
بالمراسلة حوالي عام 1840م حيث بدأ بإرسال تعليمات دراسية مكتوبة عن طريق الاختزال
بواسطة البريد إلى مجموعة من الطلاب ولكن كانت بداية ظهور تنظيمات معهديه بين عامي
1880 – 1890م حيث بدأ عدد من الكليات بالتعليم بالمراسلة مثل الكلية الجامعية
للتعليم بالمراسلة في لندن.
-
وفي ألمانيا بدأ كل من تشارلز توسينت وهو فرنسي كان
يقوم بتعليم الفرنسية في برلين وجو ستاف لانجنشيدت عضو جمعية اللغات الحديثة في
برلين في عام 1856 بتأسيس مدرسة لتعليم اللغات بالمراسلة.
-
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر القواعد التي
أرساها برنامج التعليم بالمراسلة في جامعة ولاية الينوي عام 1874م أول محاولة
للتعليم بالمراسلة في مستوى الجامعات الأمريكية.
ويعد نظام التعلّم عن بعد من الأنظمة التعليمية القديمة، إلا أنه عُرِفَ من
خلال أشكاله المتعدده واستخدمت في تسميته مصطلحات عديدة ومنها: الدراسة المنزلية
والدراسة المستقلة والدراسات الخارجية والدراسة أو التعليم بالمراسلة والتعليم
الموزّع.
وهناك من يقسم مراحل تطور التعليم عن بعد إلى أربع مراحل هي:
المرحلة الأولى: وتتمثل في مرحلة المراسلات والتعليم بالمراسلة.
المرحلة الثانية: وتتمثل باستخدام الوسائط المتعددة مثل الأشرطة المسموعة
والمرئية.
المرحلة الثالثة: وتتمثل في مرحلة المؤتمرات المرئية والاتصالات البيانية
المسموعة.
المرحلة الرابعة: وتتمثل في مرحلة التعليم المرن حيث الوسائط المتعددة
التفاعلية وشبكة الأتصال العالمية.
المرجع: التعليم عن بعد فلسفته وأنماطه ومستقبله
المؤلف: الدكتور مصطفى رجب
السياق التاريخي
رغم أن بعض الناس يعتقدون أن التعليم عن بعد بدء فقط مع اختراع الإنترنت،
إلا أن ذلك ليس صحيحاً. ولن يمكنك فهم قضايا التعاليم عن بعد إلا اطلعت على
الخلفية التاريخية لها.
كما هو موضح في الشكل تطور التعليم عن بعد عبر أجيال تاريخية عديدة. بدأ الجيل
الأول عندما كانت وسيلة الاتصال عبارة عن نص وكانت التعليمات ترسل بالبريد. والجيل
الثاني كان يتمثل في التدريس بواسطة الإذاعة والتلفزيون. ولم يكن الجيل الثالث
متميزاً كثيراً بتكنولوجيا الاتصال بل كان متميزاً بابتكار طريقة جديدة لتنظيم
التعليم وخاصة فيما يتعلق بالجامعات المفتوحة.
ثم بعد ذلك ـ في الثمانينات من القرن
العشرين ـ شهدنا أول تجربة للتفاعل بين مجموعة من الدارسين عن بعد من خلال مناهج
خاصة باللقاءات البصرية والسمعية عن بعد والتي كانت تتم بواسطة التلفزيون والقمر
الصناعي والأسلاك وشبكات الكمبيوتر وأخيرا كان الجيل الأكثر حداثة من التعليم عن
بعد والذي يتضمن التدريس والتعلم عن طريق الإنترنت خلال فصول وجامعات افتراضية
ترتكز على تقنيات الإنترنت.
الجيل الأول: موجز تاريخي للدراسة بالمراسلة
يبدأ تاريخ التعليم عن بعد بمناهج
تعليمية تسلم بالبريد، وهو ما يسمى بالتعليم بالمراسلة وكان يسمى ذلك أيضاً
بالتعليم المنزلي.
في بداية عام 1880م أصبح بإمكان الذين يرغبون في
الدراسة بالمنزل الحصول على التعليم من قبل مدرس عن بعد لأول مرة. كان ذلك راجعاً
إلى اختراع تكنولوجيا جديدة مثل الخدمات البريدية الرخيصة والمؤتمنة الناتجة عن
سرعة شبكات السكك الحديدية.
ففي عام 1878م ابتكر بيشوب جون فينسنت
مكتبة تشوتوكا والدائرة العلمية تلك المؤسسة عرضت منهجاً للقراءة بالمراسلة مدته
أربع سنوات وذلك لدعم وتكملة المدارس الصيفية التي كانت تقام في بحيرة تشوتوكا، ثم
اطلق عليها بعد ذلك اسم جامعة تشوتوكا للفنون الحرة عام 1883م وقد سمحت لها ولاية
نيويورك رسمياً بمنح درجة الدبلوم العالي والشهادات الأخرى بالمراسلة.
الجدير بالملاحظة أن ثمة تجربة مشابهة
تستحدم البريد لتوصيل التعليم ففي بريطانيا قام اسحاق بيتمان باستخدام نظام البريد
القومي في الأربعينيات من القرن التاسع لتدريس نظام الاختزال الخاص به، وفي أوروبا
في منتصف الخمسينيات من القرن التاسع عشر بدأ كل من الفرنسي تشارلز توسان
والألماني جوستاف بتبادل تعليم اللغة ما أدى إلى تأسيس كلية اللغات بالمراسلة.
الجيل الثاني: تاريخ الإذاعة
الراديو:
عندما ظهر الراديو كتكنولوجيا جديدة
في بداية القرن العشرين كان رد فعل العديد من المعلمين في أقسام التوسع بالجامعات
ينم عن التفاؤل والحماس. وتم إصدار أول ترخيص بالإذاعة التعليمية من قبل الحكومة
الفيدرالية لجامعة سانت داي لاتر بمدينة سالت ليك عام 1921م، وفي فبراير عام 1925م
عرضت جامعة لووا أول برمجها الإذاعية.
التلفزيون:
أخذ التلفزيون في الظهور في بداية عام
1934م في ذلك العام قامت جامعة لووا بتقديم عروض إذاعية في مواد الصحة وعلم الفلك.
وبحلول عام 1939م كانت قناة الجامعة قد أذاعت 400 برنامج تعليمي
وفي نفس العام قامت مدرسة عليا بلوس
أنجلوس بتجريب التلفزيون داخل الفصل.
وفي عام 1956م تم ربط مدرسة كاونتي
واشنطون العليا بخدمة الدائرة التلفزيونية المغلقة.
الجيل الثاث:الوسائل التعليمية
المدمجة والجامعة المفتوحة
كانت فترة الستينات وأوائل السبعينيات
تمثل عصر التغيير الجوهري في التعليم عن بعد، وقد انبثق ذلك التغيير عن تجارب
عديدة لأساليب عديدة في تنظيم التكنولوجيا والموارد البشرية ما أدى إلى أساليب
تعليمية جديدة وابتكار نظريات تعليمية حديثة كانت التجربتان الأكثر أهمية تتجسدان
في مشروع الوسائل التعليمية المتكاملة والجامعة المفتوحة ببريطانيا.
الجيل الرابع: اللقاءات عن بعد
الأقمار الصناعية والاتصال المرئي عن
بعد
بدأ عصر الاتصالات بالأقمار الصناعية
في السادس من أبريل عام 1965م مع إطلاق القمر الصناعي إيرلي بيرد كان يبث 240
دائرة هاتفية. وفي بدايات التطور التكنولوجي بدأت الجامعات الأمريكية في تجريب بث
بعض البرامج التعليمية وكانت جامعة ألاسكا إحدى تلك الجامعات حيث كانت تعرض مناهج
التعليم المستمر للمدرسين.
الجيل الخامس: الفصول الافتراضية
بالكمبيوتر والانترنت
ملخص موجز:
1-
أتاح أول جيل من الدراسة المستقلة والمنزلية والدراسة
بالمراسلة أساساً للتعليم عن بعد.
2-
لم يتمتع الجيل الثاني من الإذاعة والتلفزيون إلا بقدر
ضئيل من التفاعل بين المدرسين والدارسين إلا عندما تربط تلك التكنولوجيا بمناهج
المراسلة، ولكن هذا الجيل أضاف أبعاداً صوتية ومرئية لتقديم وعرض المعلومات
للدارسين عن بعد.
3-
انبثق الجيل الثالث – الجامعات المفتوحة ـ من التجارب
الأمريكية التي دمجت الصوت والصورة والمراسلة مع بعضها البعض.
4-
استخدام الجيل الرابع المؤتمرات التفاعلية اللاسلكية
بالصوت والصورة وبالكمبيوتر ما وفر التفاعل المتزامن بين المدرسين والدارسين.
المرجع: التعليم عن بعد
المؤلف:مايكل مور و جريج كيرسلى
ترجمة: الدكتور أحمد المغربي
تاريخ التعليم عن بعد
التعليم عن بعد له أصوله التاريخية فعمل به المسلمون عن طريق المدارس
القرآنية، وحلقات الكتاتيب،في حين أن الطالب لا يرتبط مع الطلبة الآخرين إلا في
مكان الدرس، فقد يكون متخلفاً عنهم أو متقدماً عليهم ثم أنه يستطيع أن يختار
المعلم والمواد التي يدرسها.
بدأ الإعلان عن هذا النوع من التعليم في العصر الحديث عام 1963م في المملكة المتحدة بما يسمى بجامعة الهواء، ثم سميت بالجامعة المفتوحة
فيما بعد معتبرين أن الإذاعة والتلفزيون هما العنصران الأساسان في عملية التعليم
إضافة إلى المراسلات وافتتحت الجامعة في عام
1969م، ثم بدأت الدراسة عام 1971م، فأستقبلت خمسة وعشرين ألف طالب في التخصصات
المختلفة، وأنشئت كذلك جامعة القدس المفتوحة بغرض التعليم عن بعد لخدمة القطاعات
العربية كافة، فهذه الجامعة عربية الهوية
والمنشأ توفر لأبنائها العرب هذا النوع من التعليم.
لقد مر التعليم عن بعد بمراحل متعددة بدءاً من عام 1887م في بريطانيا، ولا يوجد هنالك حد فاصل بين هذه المراحل، وإنما تتداخل بعضها البعض، ويمكن لنا عرض هذه المراحل حسب ما ذكره ( الدباسي، 1423) و( سالم وآخرون،1424) كما يأتي:
1- مرحلة مراكز التعليم الليلي.
2- مرحلة التعليم من خلال المراسلة البريدية: حيث ترسل المواد التعليمية من قبل جهة تعليمية معينة أو من المعلم إلى المتعلم دون حدوث تفاعل بينهما.
3- مرحلة التعليم من خلال الراديو أو الوسائل المسموعة.
2- مرحلة التعليم من خلال المراسلة البريدية: حيث ترسل المواد التعليمية من قبل جهة تعليمية معينة أو من المعلم إلى المتعلم دون حدوث تفاعل بينهما.
3- مرحلة التعليم من خلال الراديو أو الوسائل المسموعة.
4- مرحلة
التعليم من خلال التلفاز أو الفيديو كوسائط تعليمية أكثر
تطوراً
وحداثة من الراديو، حيث يتمتعان بتوافر عناصر الصوت والصورة والحركة في نقل المعلومات.
5- مرحلة التعليم عن بعد من خلال الراديو التفاعلي والتلفزيون التفاعلي وهي تقنية تقوم على مبدأ التفاعل بين المعلم والمتعلم بالصوت والصورة.
5- مرحلة التعليم عن بعد من خلال الراديو التفاعلي والتلفزيون التفاعلي وهي تقنية تقوم على مبدأ التفاعل بين المعلم والمتعلم بالصوت والصورة.
المرجع: ( التعليم الإلكتروني الأسس والتطبيقات)
تأليف : ( الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الموسى و
الأستاذ/أحمد بن عبدالعزيز المبارك)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق