جودة التعليم الإلكتروني
·
مقدمة:
أصبحت جودة التعليم صيحة العصر ،
ومطلب عالمي لا غنى عنه في كل المجتمعات وتحديا يستنفر الجهود الجماعية للتربويين على جميع المستويات بدءاً من الساسة والمخططين على المستوى المركزي في الدولة وحتى المعلمين الممارسين للعمل
التعليمي سواء في قاعاتهم الدراسية أو من بعد.
· مفهوم الجودة في التعليم:
إن الجودة في التعليم تعني القدرة على تقديم خدمة تعليمية بمستوى عال من النوعية المطابقة للمواصفات المتميزة، من خلال حسن استغلال الموارد المتاحة للوفاء باحتياجات ورغبات عملاء المؤسسة التعليمية )الطلبة، أولياء الأمور، أصحاب العمل، المجتمع، وغيرهم(، وبالشكل الذي يتفق مع توقعاتهم ويحقق الرضا والطموح لديهم.
·
جودة التعليم الإلكتروني
من خلال النظر في خصائص التعليم الإلكتروني لثلاثمائة وسبعين (370)
برنامجاً إلكترونياً معتمداً في جامعات غربية عريقة يتضح أن هناك جامعات كثيرة قد
قطعت شوطاً كبيراً في التعليم الإلكتروني و أصبحت تقدم برامجاً إلكترونية متكاملة
تمنح كافة أنواع الدرجات العلمية في تخصصات متنوعة.
وفيما يتعلق بجودة التعليم الإلكتروني على وجه التحديد فقد عرّف مايادس (Mayadas) خمسة قواعد أساسية (Five Pillars) يجب مراعاتها لنجاح التعليم الإلكتروني، وهي على النحو التالي:
1-
الوصول (Access):
2-
الجدوى التعليمية (Learning Effectiveness):
3-
رضى الأساتذة (Faculty Satisfaction):
4-
رضى الطلاب (Student Satisfaction):
5-
الجدوى الإقتصادية (Cost Effectiveness):
وسأتحدث عن قاعدة
الوصول والجدوى التعليمية بشيء من التفصيل.
1- الوصول
(Access) :
ويعني إمكانية وصول
الطالب لكل ما يحتاجه في العملية التعليمية وتوفره بطريقة إلكترونية، ومن ذلك
وصوله إلى:
·
محتوى المقررات
الدراسية وما يتعلق بها من كتب ومراجع.
·
الأساتذة والزملاء والتفاعل معهم أتاح
التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت
وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته
للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من
أن يظل مقيداً على مكتبه. وتكون أكثر
فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم ويوفر إمكانية الاتصال
بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة والمدرسة ، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما
بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار
. ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع
المواضيع المطروحة .
·
الأنظمة المساعدة
للعملية التعليمية مثل أنظمة إدارة التعلم
(Learning Management Systems) التي تساعد الأستاذ على بناء وتطوير مقررات
دراسية إلكترونية وتحتوى على عدد من المميزات الأخرى كمنتديات الحوار، وعمل
الاختبارات وتصحيحها آلياً.
·
الخدمات المساندة مثل الإرشاد
الأكاديمي، ومصادر المعلومات، والمكتبات.
·
الدعم الفني.
قابلية الوصول
للتعليم الالكتروني « تعد سمة أو صفة تضاف للمواقع التعليمة لتزيد من زوراها وتخدم
جميع مستخدميها أو بالأحرى هي جملة مركبه من مفهومين اجتمعوا ليكملوا بعض ويدعموا
بعضهم، فالتعليم الالكتروني حين يفقد قابلية الوصول له يفقد الكثير من طلابه
وأهدافه التربوية ومقاصده الرفيعة.
2- الجدوى التعليمية
(Learning Effectiveness):
لا يمكن أن يحظى
التعلم الإلكتروني على ثقة العاملين في قطاع التعليم ما لم تكن مخرجاته التعليمية
موازية لمخرجات التعليم التقليدي – على أقل تقدير – وبطريقة يمكن من خلالها المقارنة
بين هذين النوعين من التعليم، كما أن الدارسين بطريقة إلكترونية لن يستمروا في
دراسة مقررات إلكترونية إن لم يحصـلوا على تعليم مناسب يعزز خبراتهم ويطور
معارفهم. لذلك لابد من إعطاء الجدوى التعليمية أولوية قصوى في التعلم الإلكتروني
مع التشديد على جودة مخرجاته التعليمية. ويجب أن لا يغفل الأكاديميون في الجامعات
أن التعلم الإلكتروني له بيئته المختلفة عن التعليم التقليدي، وله مميزاته الخاصة
التي يمكن أن تساهم في تطوير التعليم بشكل كبير، بل ربما تغيّر طريقة التعليم
التقليدي، وبالتالي يجب مراعاة تلك الفروق في كلا النوعين من التعليم عند المقارنة
بينهما.
·
أشارت كثير من
الدراسات إلى أن التعلم الإلكتروني لا يقل من حيث الجدوى التعليمـــية (Learning Effectiveness) عن التعليم التقليدي،
وللدلالة على ذلك فقد جمع الباحث رسل(
(Russell أكثر من 350 دراسة مقارنة تتعلق بالتعليم
المعتمد على التقنية (خاصةً التعليم عن بعد ومن ضمنه التعلم الإلكتروني( وأظهرت تلك الدراسات
أنه لا توجد فروقات ذات دلالة إحصائية في نواحي الجدوى التعليمية بين هذا النوع من
التعليم والتعليم التقليدي.
·
وفي رسالة ماجستير للأستاذ أحمد المبارك عن
أثر التدريس باستخدام الفصول الافتراضية عبر الشبكة العالمية الإنترنت على تحصيل
طلاب كلية التربية في تقنيات التعليم والاتصال بجامعة الملك سعود للفصل الدراسي
الثاني للعام الدراسي 1424هـ. وكانت عينة الدراسة شعبتين من شعب مقرر تقنيات
التعليم والاتصال بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
كانت شعبة تمثل المجموعة التجريبية وتستخدم
الفصول الافتراضية وعددهم (21) طالباً، والشعبة الثانية تمثل المجموعة الضابطة
وتستخدم الطريقة التقليدية وعددهم (21) طالباً.
وكان من نتائج هذه الدراسة :
-
أنه عند المقارنة بين أداء المجموعتين
التجريبية والضابطة، لم تظهر النتائج فروقاً ذات دلالة إحصائية في مستوى الأداء في
مجمل الاختبار التحصيلي وتتشابه هذه الدراسة مع دراسة الزهراني (1423هـ) ورايان
(2003م) وماكليستر(2000م)، كما أنها تختلف عن دراسة سكيوت (1997م) التي وجدت أن
المجموعة التي درست عن طريق الإنترنت كان تحصيلها أفضل من المجموعة التي درست
بالطريقة التقليدية.
-
كما لم تظهر نتائج هذه الدراسة فروقاً ذات
دلالة إحصائية في أداء المجموعتين التجريبية والضابطة في كل من مستوى التذكر
والفهم، ولكن ظهرت فروق ذات دلالة إحصائية في أداء المجموعتين التجريبية والضابطة
في مستوى التطبيق وذلك لصالح المجموعة التجريبية، ويعود السبب في ذلك إلى أن
المادة الدراسية التي درسها الطلاب في هذه التجربة كانت بمجملها في مواضيع تطبيقية
(استخدام الحاسب في التعليم – استخدام الشبكة العالمية في التعليم – التعليم عن
بعد)، وطريقة الدراسة باستخدام الفصول الافتراضية أكسبت طلاب المجموعة التجريبية
مهارات تطبيقية ساعدت في ظهور تلك الفروق.
ويعتبر الباحث التساوي التقريبي بين نتائج أداء
المجموعتين التجريبية والضابطة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى التذكر
والفهم ومستوى الاختبار التحصيلي نجاح كبير للدراسة باستخدام الفصول الافتراضية،
حيث أكدت الدراسة عدم خفض مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب عند دراستهم عن طريق
الفصول الافتراضية بل أنها تتفوق على الدراسة التقليدية في مستوى التطبيق.
·
المراجع:
1-
ورقة عمل بعنوان ( خصائص التعليم
الإلكتروني) للدكتور/ محمد بن عطيه الحارثي.
2-
رسالة ماجستير بعنوان (أثر التدريس
باستخدام الفصول الافتراضية عبر الشبكة العالمية الإنترنت على تحصيل طلاب كلية
التربية في تقنيات التعليم والاتصال بجامعة الملك سعود ) للأستاذ/ أحمد بن
عبدالعزيز المبارك الفصل الدراسي الثاني 1424/1425هـ.
3-
ورقة عمل بعنوان (أسس الجودة في التعليم
الإلكتروني) للدكتور/ ياسر فتحي الهنداوي المهدي.
4-
مقال للطالبة منال خالد الخنين بعنوان
(قابلية الوصول في بيئات التعليم الإلكتروني) نشر في جريدة الرياض بتاريخ 13 / 5 /
1430هـ، العدد 14928 على الرابط التالي: