الجمعة، 14 ديسمبر 2012

التعلم المدمج


التعلم المدمج (Blended Learning)

مقدمة:
يعد المصطلح الإنجليزي Blended Learning من المصطلحات الحديثة،وبالتالي لا يوجد اتفاق على ترجمة محددة له باللغة العربية، فهناك من يترجمه إلى التعلم المدمج، أو الممزوج، أو المزيج، أو الخليط، أو التعلم التمازجي.
أصبح التعلم المدمج من الموضوعات البارزة في مجال التربية والتعليم، وتوجهت العديد من المؤسسات التعليمية إلى تطبيقه. ويعد مصطلح التعلم المدمج من أهم المصطلحات الحديثة في مجال تقنيات التعليم.
مفهوم التعلم المدمج:
هو مزج أو دمج أدوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع أدواره في الفصول الافتراضية والمعلم الإلكتروني، بمعنى أنه يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني.
وعرفه ريتشاردسون (Richardson,2006) بأنه مزج أنواع مختلفة من المصادر والوسائط وطرق التدريس لتحقيق الهدف الأمثل.
وعرفته الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير (ASTD) بأنه التعلم الذي يتم بالدمج المخطط له لأي من: التفاعل المباشر وجهاً لوجه، التعاون المتزامن وغير المتزامن، والتعلم الذاتي، والأدوات المساعدة في تحسين الأداء.
ويذكر خان (Khan,2005) أن متطلبات التعلم تختلف من متعلم لآخر لذا يجب أن توفر المؤسسات التعليمية والتدريبية أساليب وأنماط تعلم متنوعة لتكمل بعضها البعض، ويجب أن يحتوي برامج التعلم المدمج أشكال متعددة من أدوات التعلم مثل: البرامج التعاونية، والبرامج الافتراضية، والمقررات الإلكترونية،  وأنظمة دعم الأداء الإلكتروني، وأنظمة إدارة التعلم.


 

خصائص بيئة التعلم المدمج:
1-   بيئة نشطة (Interactive)
بمعنى أن المتعلم بإمكانه المشاركة في العملية التعليمية وأيضاً يعتبر هو المسؤول عن تعلمه والنتائج التي حصل عليها، وقد يستخدم البرامج التطبيقية لإجراء العمليات المنطقية أو الحسابية أو كأداة لإنتاج وعرض النتائج التي توصل إليها الطالب.
2-   بيئة تعاونية (Cooperative)
يمكن أن يعمل الطلاب على شكل مجتمعات تعلم صغيره بحيث يساعد كلاً منهم الآخر لتحقيق التعلم الأفضل، ويمكنهم استخدام برامج التعلم المختلفة لتعزيز التعلم التعاوني، ويمكن أن يستخدموا الشبكات الاجتماعية كأداة للاتصال فيما بينهم.
3-   بيئة بنائية (Constructive)
حيث يقوم الطلاب بإدخال الأفكار الجديدة التي توصلوا إليها على المعرفة السابقة لديهم وذلك لتحقيق فهم أقوى للمعنى، ويمكنهم استخدام الحاسب الآلي في العمليات المعرفية والحسابية أو كأداة لعرض ما توصلوا إليه.
4-   بيئة مقصودة ومنظمة (Intentional)
يكون لدى المتعلمين أهداف تعلمية يسعون إلى تحقيقها، وتساعدهم البرمجيات التعليمية المتنوعة (مثل برامج الممارسة والتدريب وبرامج حل المشكلات وبرامج الدروس الخصوصية) في تحقق التعلم لدى الطلاب.
5-   بيئة محادثة واتصال (Conversational)
يُتاح للمتعلمين فرصة الانضمام إلى مجموعات تعاونية داخل قاعة الصف أو افتراضية باستخدام شبكة الإنترنت أو البريد الإلكتروني مما يسهل من عملية التواصل بين المتعلمين وتبادل المعلومات والأفكار والنقاشات العلمية.
6-   بيئة سياقية (Contextualized)
تُقدم الواجبات والوظائف للمتعلمين على شكل المشكلات من البيئة الحقيقة، ويمكن استخدام برمجيات المحاكاة لمساعدة الطلاب على فهم وحل مثل تلك المشكلات.
مميزات التعلم المدمج:
من أهم ما يتميز به التعلم المدمج أنه يجمع بين أسلوب التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني وهو بالتالي يجمع بين مميزات كلاً منهما، فهو يأخذ من التعلم التقليدي:
1-   كثير من الموضوعات العلمية يصعب تدريسها إلكترونياً بالكامل مثل المقررات التي تتطلب مهارات حركية، واستخدام التعلم الخليط يمثل أحد الحلول المقترحة لمثل هذه المشكلة.
2-   تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم وبين المعلمين.
3-   خفض تكاليف العملية التعليمية بالمقارنة بتكاليف التعلم الإلكتروني وحده.
أما المميزات التي يأخذها من التعلم الإلكتروني فهي:
1-   المرونة في التعلم لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية للمتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.
2-   الاستفادة من التقنيات الحديثة وأدوات التعلم الإلكتروني في تصميم وتنفيذ الدروس التعليمية.
3-   التواصل بين أفراد وجماعات من مختلف دول العالم في نفس المجال أو التخصص.
معوقات التعلم المدمج:
لا يخلو نمط التعلم المدمج من بعض المشكلات والمعوقات في تطبيقه، ومنها:
1-   نقص الخبرة الكافية لدى بعض الطلاب أو المتدربين في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والشبكات وهذا يمثل أهم عوائق التعلم الإلكتروني وخاصة في نمط التعلم الذاتي.
2-   لا يوجد أي ضمان من أن الأجهزة الموجودة لدى المتعلمين أو المتدربين في منازلهم أو في أي أماكن التدريب التي يدرسون بها المساق إلكترونياً على نفس الكفاءة والقدرة والسرعة والتجهيزات وأنها تصلح للمحتوى المنهجي للمساق.
3-   هناك صعوبات في التقويم ونظام المراقبة والتصحيح ومتابعة الحضور كما أن التغذية الراجعة أحياناً تكون مفقودة فلو مثلاً التحق طالب بمساق ما ووجد صعوبة ما ولم يجد التغذية الراجعة الفورية على مشكلته فلن يعود للبرنامج مهما كان مشوقاً.
4-   نقص في الكوادر المؤهلة لهذا النوع من التعلم والافتقار إلى النماذج العلمية المدروسة لدمج التعلم التقليدي بالتعلم الإلكتروني.   


دراسات وتجارب:
1-   رسالة ماجستير للأستاذة فوزية الغامدي عن أثر تطبيق التعلم المدمج باستخدام نظام إدارة التعلم بلاكبورد على تحصيل طالبات مقرر إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية بجامعة الملك سعود. وكانت عينة الدراسة شعبتين من شعب مقرر (250وسل) إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
والشعبتين تمثل مجموعتي الدراسة التجريبية والضابطة، وتم تدريس المجموعة التجريبية باستخدام طريقة التعلم المدمج وعددهم (23) طالبة، أما المجموعة الضابطة تم تدريسها بالطريقة التقليدية وعددهم (23) طالبة. وتم تطبيق الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي 1431/1432هـ.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
1-   لا توجد فروق ذات دالة إحصائياً عند مستوى (0,05) بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاختبار التحصيلي المعرفي. واتفقت نتيجة هذه الدراسة مع دراسة عبدالعاطي والسيد (2007م) واستريكلاند (2009م) والعجيمي (2007م).

2- ‚توجد فروق ذات دالة إحصائياً عند مستوى (0,05) بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في تقييم الأداء المهاري لمهارات تصميم وتنفيذ الوسائل التعليمية لصالح المجموعة التجريبية والتي تعلمت بطريقة التعلم المدمج. وتتفق هذه النتيجة مع بعض الدراسات مثل غانم(2009م)، والغامدي(2010م)، والشمري(2007م).


المراجع/
1-   رسالة ماجستير بعنوان (أثر تطبيق التعلم المدمج باستخدام نظام إدارة التعلم بلاكبورد على تحصيل طالبات مقرر إنتاج واستخدام الوسائل التعليمية بجامعة الملك سعود) للأستاذة:فوزيةالغامدي، الفصل الدراسي الثاني 1432هـ.
2-   دراسة بعنوان (أثر استخدام التعلم المدمج في التحصيل وتنمية بعض المهارات التدريسية والاتجاه نحو مقرر طرق تدريس الدراسات الاجتماعية لدى طلاب العام (شعبة الدراسات الاجتماعية) ) للأستاذ الدكتور:عباس راغب علام.